قراءة في كتاب... بقلم / عصام
عبد الفتاح الشافعي
موسوعة التراث الشعبي
البدوي
قضاء بئر السبع (1800م ـــ 1948م)
قضاء بئر السبع (1800م ـــ 1948م)
"الإنسان ... الزمان و
المكان"
للباحث أ . عرفان حمد أبو هويشل
للباحث أ . عرفان حمد أبو هويشل
عندما يعشق الإنسان وطنه الملتهب
بما فيه من حجر وشجر وبشر ويتداخل معه في كل جزئية من أجزاءه لدرجة يوشك بها أن
يكون متحداً معه تماماً حينها من الصعب أن تفرق بين هذا الإنسان وبين الزمان أو
المكان لذا يمكن لك أن تقرأ في هذا الإنسان جغرافية الوطن بسهولها وهضابها وأحوال
الطقس بها وشدة الرياح وكذلك يمكن لك أن ترى الأسلاف بماضيهم ما لهم وما عليهم
والأحياء بحاضرهم الراهن والأطفال بمستقبلهم الواعد وتشم فيه معارك الوطن بالنصر
أو بالهزيمة لذا لا تتفاجأ إذا ناديت الوطن مرة أن يلتفت إليك هذا الإنسان وهذا ما
يقترب منه بقوة الأستاذ الباحث عرفان أبو هويشل من خلال كتابه
الجديد "قضاء بئر السبع .. الإنسان ..الزمان والمكان" وقد جاء
هذا الكتاب ضمن مجموعة أسماها الباحث "موسوعة التراث الشعبي
البدوي" ويحتوي هذا الكتاب على أربعة أبواب في 200 صفحة تقريباً, مقسماً
الأبواب إلى فصول قد تصل أحيانا إلى تسعة فصول .. وقد أفتتح الباحث أبوهويشل كتابه
بالإهداء والشكر والمقدمة والتمهيد ثم انتقل من خلال بابه الأول إلى جغرافية بئر
السبع وحدودها وأراضيها بما في ذلك الجبال والأودية والطرق ومعرجاً على المناخ
والأشجار والأعشاب والمراعي والحيوانات والطيور وحتى الحشرات وموارد الري فيها ثم
انتقل الباحث أ. عرفان الى الباب الثاني والنظام الإداري في فترة الحكم العثماني
والانتداب البريطاني وانتقل بعد ذلك للحديث عن سكان النقب والقبائل فيها موفراً
مادة قيمة للقارئ للتعرف على القبائل عن قرب بتقاليدهم وعاداتهم ومميزات كل قبيلة
على حدة ومناطق نفوذها وطقوسها في كل المناسبات تقريبا ثم انتقل الباحث أبو هويشل
للباب الثالث متحدثا عن الأحوال المعيشية لبدو النقب واصفاً بيوتهم وأزيائهم
وملابسهم وطعامهم وشرابهم ثم عن التعليم عندهم والثقافة الخاصة بهم وأهم ما تميزوا
به عن غيرهم والأنشطة الزراعية وصناعاتهم وتجارتهم ولم يغفل عن ذكر العملات التي
تداولوها والمكاييل المستعملة عندهم والحيوانات والطيور التي اعتمدوا عليها في
طعامهم وشرابهم وأختتم الأستاذ عرفان كتابه بالباب الرابع الذي احتوى على دور بدو
النقب في النضال الوطني والجهاد الذي قام به العديد من سكان النقب أسوة بباقي سكان
فلسطين ثم جاءت مجموعة قيمة جداً من الملاحق التي ذيل بها كتابه القيم ويستطيع
المتصفح للكتاب أن يلمس بسهولة ويسر مدي الجهد المميز الذي قام به الباحث ليخرج
هذا الكتاب بهذه الطريق الفذة التي أضافت بقعة ضوء تتسع وتتعاظم تدريجيا لتبرز
حضارة إنسانية لها وزنها في بقعة عزيزة من وطننا الغالي وفي النهاية رغم بعض
الهفوات البسيطة التي ظهرت في الكتاب أستطيع بكل ثقة أن أهنئ أخي العزيز أ. عرفان
أبو هويشل على هذا الإبداع والإضافة النوعية للوطن أولاً ثم لرصيده البحثي والعلمي
والإبداعي والتميز كأحد مبرزي حضارة الوطن بما لها أو عليها.