قضاء بئر السبع
(1800-1948م(
(الإنسان ... الزمان والمكان)
للباحث: عرفان حمد أبو هويشل
بقلم: م. غسان محمود الوحيدي غزة هاشم
صدر هذا الكتاب للباحث عرفان أبو هويشل ضمن مشروعه (موسوعة التراث الشعبي البدوي) وقد سبق للباحث أن أصدر كتابا بعنوان "الأمثال والأقوال السائرة لبدو بئر السبع وسيناء", والكتابة عن المدن والقرى من الأمور التي تتعدى الترف الأدبي أو الثقافي لتتصل بالواجب الوطني, لنحارب ما قد يعتري الذاكرة الوطنية من نسيان أو إهمال.
والكتابة عن البلدانيات بصورة جديدة وأسلوب متطور, هو منهج فريد برع فيه علماء وباحثون كبار في الأردن الشقيق, أمثال الدكتور محمد عدنان البخيت ود. نوفان الحمود, ود. هند أبو الشعر ود. أحمد عويدي العبادي والأستاذ فوزي الخطبا ومحمود النوافله وغيرهم.
وصار القارئ يقع على عناوين للمدن والألوية, مثل: تاريخ حيفا العثمانية – دراسة في أحوال عمران الساحل الشامي" و"عمان وجوارها" و"إربد وجوارها" والطفيلة الإنسان والتاريخ, لواء البتراء - الأرض والإنسان و لعشائر الأردنية - الأرض والإنسان والتاريخ.. وغيرها, وصارت الدراسات تلامس أرضا وإنسانا أو تاريخا وجغرافيا.
وهو ما شجع كاتبنا على الكتابة على نفس المنهج, وهناك أيضا دراسة عن مدينة دير البلح بعنوان "دير البلح وجوارها" للأخ الباحث جهاد أبو غرابه, نتمنى لها أن ترى النور.
وتأتي هذه الكلمة تفاعلا مع نتاج ثقافي أرى من العار أن يغض الكاتب المهتم بقضايا وطنه وهمومه طرفه عنه, ومهما كان الأمر فهو عمل غير مبرر, بل ويمكننا توجيه اتهام للمتابعين للمشهد الثقافي على اتساعه.
إن الكتابة عن مدائننا ومسح غبار الجهل أو الإهمال عنه, هو عمل لا يقل وطنية عمن يحمل سلاحه مدافعا عنه, وكل منا على ثغر, والأمين من يعمل جاهدا كي لا يؤتى من قبله.
إن النشاط الذي دب في نفوس بعض الباحثين ورفدوا المكتبة بدراسات عن مدن وقرى فلسطينية, وهو أمر طيب, وعمل يتطلب منا أن نشكر العاملين عليه, والناشرين له, وقضاء بئر السبع الذي يمثل حوالي نصف إجمالي مساحة فلسطين, يستحق دراسات متنوعة, وسكانه يمثلون نسبة عالية من سكان فلسطين, هم جزء رئيس من النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
ورغم أهمية بئر السبع ودور سكانه في الحياة العامة, إلا أنه ظل التعاطي معه من خلال موضوعين رئيسيين هما الأنساب والقضاء العرفي, وهما جانبان مهمان ولا ننكر أهميتهما, ولكننا ننكر حصر الموروث في هذين الجانبين فقط.
هذه الدراسة التي قام بها الباحث أبو هويشل تشمل الإنسان والمكان وما يتعلق بهما من ظروف محيطة, فجاءت الدراسة في أربعة أبواب اشتمل كل باب على عدة فصول تناولت على سبيل المثال: حدود قضاء بئر السبع, وطبيعة أرضه وإنسانة, وقبائله وأوصاف سكانه والمقامات وقبور الصالحين فيه والفضاء النباتي والمناسبات الدينية والأفراح والتكافل الاجتماعي بين السكان ودور الشق في المجتمع البدوي وأحوال السكان والحيوانات والطيور وموارد الري, وغيرها.
وسبق لقائمقام بئر السبع عارف العارف أن كتب عنه كتابين الأول: القضاء عند البدو, والآخر بير السبع وقبائها, وتضمن الكتابان معلومات وفيرة عن السبع, ولكنها كانت في إطار منهج اختطه العارف لنفسه, ولم تكن شاملة كالدراسة التي وضعها باحثنا الكريم.
(1800-1948م(
(الإنسان ... الزمان والمكان)
للباحث: عرفان حمد أبو هويشل
بقلم: م. غسان محمود الوحيدي غزة هاشم
صدر هذا الكتاب للباحث عرفان أبو هويشل ضمن مشروعه (موسوعة التراث الشعبي البدوي) وقد سبق للباحث أن أصدر كتابا بعنوان "الأمثال والأقوال السائرة لبدو بئر السبع وسيناء", والكتابة عن المدن والقرى من الأمور التي تتعدى الترف الأدبي أو الثقافي لتتصل بالواجب الوطني, لنحارب ما قد يعتري الذاكرة الوطنية من نسيان أو إهمال.
والكتابة عن البلدانيات بصورة جديدة وأسلوب متطور, هو منهج فريد برع فيه علماء وباحثون كبار في الأردن الشقيق, أمثال الدكتور محمد عدنان البخيت ود. نوفان الحمود, ود. هند أبو الشعر ود. أحمد عويدي العبادي والأستاذ فوزي الخطبا ومحمود النوافله وغيرهم.
وصار القارئ يقع على عناوين للمدن والألوية, مثل: تاريخ حيفا العثمانية – دراسة في أحوال عمران الساحل الشامي" و"عمان وجوارها" و"إربد وجوارها" والطفيلة الإنسان والتاريخ, لواء البتراء - الأرض والإنسان و لعشائر الأردنية - الأرض والإنسان والتاريخ.. وغيرها, وصارت الدراسات تلامس أرضا وإنسانا أو تاريخا وجغرافيا.
وهو ما شجع كاتبنا على الكتابة على نفس المنهج, وهناك أيضا دراسة عن مدينة دير البلح بعنوان "دير البلح وجوارها" للأخ الباحث جهاد أبو غرابه, نتمنى لها أن ترى النور.
وتأتي هذه الكلمة تفاعلا مع نتاج ثقافي أرى من العار أن يغض الكاتب المهتم بقضايا وطنه وهمومه طرفه عنه, ومهما كان الأمر فهو عمل غير مبرر, بل ويمكننا توجيه اتهام للمتابعين للمشهد الثقافي على اتساعه.
إن الكتابة عن مدائننا ومسح غبار الجهل أو الإهمال عنه, هو عمل لا يقل وطنية عمن يحمل سلاحه مدافعا عنه, وكل منا على ثغر, والأمين من يعمل جاهدا كي لا يؤتى من قبله.
إن النشاط الذي دب في نفوس بعض الباحثين ورفدوا المكتبة بدراسات عن مدن وقرى فلسطينية, وهو أمر طيب, وعمل يتطلب منا أن نشكر العاملين عليه, والناشرين له, وقضاء بئر السبع الذي يمثل حوالي نصف إجمالي مساحة فلسطين, يستحق دراسات متنوعة, وسكانه يمثلون نسبة عالية من سكان فلسطين, هم جزء رئيس من النسيج الاجتماعي الفلسطيني.
ورغم أهمية بئر السبع ودور سكانه في الحياة العامة, إلا أنه ظل التعاطي معه من خلال موضوعين رئيسيين هما الأنساب والقضاء العرفي, وهما جانبان مهمان ولا ننكر أهميتهما, ولكننا ننكر حصر الموروث في هذين الجانبين فقط.
هذه الدراسة التي قام بها الباحث أبو هويشل تشمل الإنسان والمكان وما يتعلق بهما من ظروف محيطة, فجاءت الدراسة في أربعة أبواب اشتمل كل باب على عدة فصول تناولت على سبيل المثال: حدود قضاء بئر السبع, وطبيعة أرضه وإنسانة, وقبائله وأوصاف سكانه والمقامات وقبور الصالحين فيه والفضاء النباتي والمناسبات الدينية والأفراح والتكافل الاجتماعي بين السكان ودور الشق في المجتمع البدوي وأحوال السكان والحيوانات والطيور وموارد الري, وغيرها.
وسبق لقائمقام بئر السبع عارف العارف أن كتب عنه كتابين الأول: القضاء عند البدو, والآخر بير السبع وقبائها, وتضمن الكتابان معلومات وفيرة عن السبع, ولكنها كانت في إطار منهج اختطه العارف لنفسه, ولم تكن شاملة كالدراسة التي وضعها باحثنا الكريم.