"بلاع
الزلط"
انتشر الخبر بسرعة في القرية .. لم يصدقه أحد
ـ ابن "أبوحديد" يبلع الزلط كأنه يأكل
"المهلبية"
انتشر الخبر في القرية وانقسم أهل القرية بين مصدق
ومكذب .. ولكن "المية كذبت الغطاسين" .. فقد أخذ بعضهم زلطاً وألقمه
للطفل، فأكله وبلعه بسهولة ويسر .. وانتظروا لمدة يومين .. النتيجة كانت بعكس ما
كانوا يتوقعون, فالطفل ظل بصحة جيدة واستمر في بلع الزلط ..
أخذه أهله إلى مستشفى المدينة .. أجروا عليه عدة
اختبارات وأبقوه تحت المراقبة .. فعلاً كان يأكل الزلط ولم يتأثر جهازه الهضمي ..
علق الطبيب قائلاً:
ـ عنده معدة زي الحديد !
ظل الناس مستغربين من الأمر، إلا شيخاً طاعناً
في السن كان يؤكد بأن الأمر طبيعي جداً
ـ سأله أهل الحارة:
ـ كيف يكون الأمر طبيعي ونحن لا نستطيع أن نبلع
حصوة !
قال لهم:
ـ أمر أبيه أغرب من أمره ..
ـ والده المختار "أبوحديد" .. وهل
يبلع الزلط هو الآخر؟ !
ـ إنه يبلع ما هو أكبر من الزلط ..
ـ وكيف ذلك يا رجل .. إنه في حارتنا ولم نسمع عن
هذا الأمر من قبل!
ـ طيب وماذا تقولون إذا أخبرتكم بأن أبيه بلع ثوراً
بقرنين, هذا طولهما (ومد بيديه حول رأسه)
نظر أهل الحارة لبعضهم البعض غير مصدقين ..
ولسان حالهم يقول:
ـ عيب عليك تكذب على الرجل
خمن بما في نفوسهم .. قال :
ـ سأشرح لكم الأمر:
قبل عدة سنوات, أصاب القحط هذه البلاد فذبلت
الزروع ونفقت المواشي .. وأصبحت حال أهل القرية لا تسر عدواً ولا صديقاً, ومر
بالقرية أحد المحسنين حيث كان عائداً من رحلة الحج, فساءه حال أهل القرية وقرر أن
يتصدق عليهم .. سأل عن مختار القرية فدلوه على أبي حديد فأعطاه صرة من المال وطلب
منه شراء أكبر ثور في المنطقة وذبحه وتوزيع لحمه على أهل القرية .. وطلب منه أن
يقرأ أهل القرية الفاتحة على روح جده.
أخذ المختار الصرة وعدها عدة مرات .. وأصر
المحسن الكريم على رؤية الثور .. فاضطر المختار إلى شرائه من القرية المجاورة
وعندما رأى المحسن الكريم الثور واطمأن .. ودع أهل القرية وتابع سيره نحو بلاده ..
عندما رأى أهل القرية الثور وعلموا بأنه سيوزع
عليهم استحلبوا ريقهم .. وأيقنوا بغداء دسم في اليوم التالي ..
لم ينم المختار ليلتها .. وبواسطة مساعديه أخذ
الثور ليلاً وباعه في إحدى القرى البعيدة, واشترى بدلاً منه جدياً صغيراً, مقطوع الأذنين.
وبواسطة مساعديه اشترى كيسين من دقيق الشعير وتم
خبزهما وذبح الجدي وعلى لحمة السقيم صنع برميلاً من المرق .. وضعها على الخبز ودعا
أهل القرية إلى وليمة عامة .. عندما أصبح أهل القرية لم يشموا رائحة "الزفر"
.. وعندما أكلوا لم يجدوا لحم الثور .. أصيب أهل القرية بالإحباط .. وسأل سائل:
ـ أين الثور؟
رد عليه أحد الظرفاء